أيـًّـا كان القطاع الذي تعمل فيه أو الأهداف التجارية لشركتك، فإن تجاهل إنشاء محتوى تسويقي يعد خطأً فادحًا وسط عالم رقمي يعج بالمنافسة؛ لأنَّ محتواك هو ما يميزك، ويصل بك إلى جمهورك المستهدف، ويُهديك عملاءك المحتملين.
لكن السؤال الآن هو: كيف تصنع محتوًى تسويقيًّا يحقق لك الأهداف المرجوة؟ لحسن الحظ أنك تقرأ هذا المقال الآن، والذي ستتعلم فيه كتابة محتوى تسويقي وتصقل مهاراتك.
ما هو المحتوى التسويقي؟
يُعرّف معهد التسويق بالمحتوى المحتوى التسويقي على أنه نهج تسويقي إستراتيجي، يركز على إنشاء وتوزيع محتوى قيّم ذي صلة لجذب فئة معينة من الجمهور، يحلُّ مشكلاتهم، ويحقق الهدف الأساسي وهو دفع العملاء إلى اتخاذ إجراء معين.
للتعمق أكثر: الدليل الشامل للتسويق بالمحتوى
عملية إنشاء محتوى تسويقي بالخطوات
كي تنجح في إنشاء محتوى تسويقي، أنت بحاجة لمزيج جيد من التفكير الإستراتيجي والتنفيذ الفعال على حدٍّ سواء، إليك كيف تجمع ما بين هذين العنصرين.
تحديد غاياتك وأهدافك
أولى الخطوات لكي تصنع محتوًى تسويقيًّا هي تحديد أهداف ذكية أو ما يُعرف بـ Smart Goals (محددة، قابلة للقياس، قابلة للتحقيق، ذات صلة، ومحددة زمنيًّا)، إليك بعض الأمثلة عن هذه الأهداف الذكية:
- زيادة زيارات الموقع الإلكتروني بنسبة 15% خلال الربع القادم.
- توليد 50 عميلًا محتملًا جديدًا في الربع الأول من السنة من خلال التسويق عبر محركات البحث.
- تحسين المبيعات على وسائل التواصل الاجتماعي بنسبة 30%.
فهم جمهورك
يشبه إنشاء محتوى تسويقي تصميم ثوب لشخص معين، فأنت تحتاج أن تعرف مقاساته وذوقه بدقة لكي تصنع له ثوبًا يناسبه، وهكذا بالضبط هي طريقة كتابة محتوى تسويقي، عليك أن تفهم جمهورك المستهدف بشكل عميق، وهذا يتأتَّى بعدة طرق مثل:
- استطلاعات الرأي لجمع البيانات الأولية.
- إجراء مقابلات لطرح أسئلة أكثر عمقًا وجمع البيانات.
- استخدام أدوات التحليل لفهم سلوكيات الجمهور المستهدف.
قد يفيدك : كتابة المحتوى: تعلم كيف تكتب محتوًى وكأن جمهورك المستهدف هو الذي كتبه.
فهم السوق
تحليل السوق والمنافسين لبنة أساسية لكتابة محتوى تسويقي مميز، وأولى الخطوات هي البحث عن أهم الأسئلة التي يبحث عنها الجمهور المستهدف حول الخدمات أو المنتجات التي تقدمها، الغاية من هذا كله هي تقديم محتوى جديد أو مميز يستجيب لأسئلة العملاء بشكل أفضل أو يقدم حلًّا لمشكلة لم تُغطَّى بشكل جيد.
من جهة أخرى لا تَنْسَ زيارة مواقع أو قنوات وسائل التواصل الاجتماعي لمنافسيك وراقبها، ناهيك عن استخدام أدوات مثل SEMrush أو Ahrefs لتحليل محتوى منافسيك – لتعرف ما المحتوى الأكثر مشاركةً والأعلى تصنيفًا – وتحديد المواضيع التي لم يتطرق إليها المنافسين، قد تكون هذه فرصتك لتغطية هذه المواضيع بشكل أكثر تفصيلًا أو بطريقة مختلفة.
تحسين محركات البحث (SEO)
حينما نتحدث عن إنشاء محتوى تسويقي فلا يمكننا تجاهل تحسين محركات البحث، وذلك من خلال تضمين ما يأتي في محتواك:
- الكلمات الرئيسية.
- الميتا تاجز.
- أوصاف الميتا.
- العناوين الفرعية.
- النص البديل للصور.
- الروابط الداخلية.
دون أن ننسى تحسين محركات البحث خارج الصفحة بإنشاء روابط خلفية (backlinks)، علاوةً على ذلك تأكد من وجود جميع العناصر الضرورية، مثل ملف sitemap XML، والبنية الصحيحة، وملف robots.txt، والقوائم، والترقيم، وما إلى ذلك، والأهم من ذلك ركز على إنشاء محتوى شامل يستجيب لنية المستخدم لتحسين الترتيب.
ماذا لو قرأت أيضًا: نافس أصحاب الصفحة الأولى بخُطًى واثقة: الدليل الشامل لبناء وتنفيذ حملة SEO من الصفر.
لا تتوقف عند النشر
وأنت تفكر كيف تصنع محتوًى تسويقيًّا، تذكر أن الأمر لا يتوقف عند مجرد صنع محتوى تسويقي، بل يتعدَّى إلى ما بعد صنع المحتوى ونشره، ما معنى هذا؟ المقصود بذلك هو دعوة القرّاء للمشاركة من خلال طرح أسئلة مثل: “ما هي مقالتك المفضلة؟ شاركنا رأيك في التعليقات”، أو استخدام الاستطلاعات لتشجيع التفاعل، تنظيم مسابقات ترفيهية والرد على التعليقات وما إلى ذلك.
نموذج عن دعوة القرّاء للمشاركة من موقع فرصة.
البقاء على اطِّلاع دائم
كي تنجح في إنشاء محتوى تسويقي يجب البقاء على اطِّلاع دائم بأحدث التطورات في مجال التسويق بالمحتوى وقطاعك، شارك في الندوات عبر الإنترنت، تابع المؤثرين في المجال واشترك في النشرات البريدية المتخصصة في المجال؛ لأن القدرة على التكيف والاطِّلاع المستمر تمكنك من تعديل إستراتيجيتك لتبقى في الصدارة.
وعلى ذكر النشرات البريدية: اشترك في نشرة الصندوق واحصل على آخر التحديثات في عالم SEO والتسويق بالمحتوى
طريقة كتابة محتوى تسويقي
إنَّ طريقة كتابة محتوى تسويقي ليست مجرد عملية رصف كلمات عشوائية الواحدة تلو الأخرى، إنما يحتاج الأمر لخطة ممنهجة ومدروسة حتى تتمكن من كتابة محتوى تسويقي فعال.
إجراء مراجعة للمحتوى
قبل أن تكتب محتواك فإنه يتعين عليك أولًا مراجعة العناصر التالية:
- المواضيع المُغطّاة.
- اللغة، والنبرة، والأسلوب، والعناصر الأخرى للعلامة التجارية.
- قنوات وسائل التواصل الاجتماعي والجمهور المستهدف.
- قدرات الفريق بناءً على الحجم، ومهارات إنشاء / نشر المحتوى، والميزانيات، والخبرة المطلوبة.
- المواضيع التي لم تكتب عنها.
- الأفكار التي تعمل.
بطبيعة الحال أنت تتساءل الآن ما الجدوى من كل هذا؟ ببساطة لأن هذه الخطوة تمنحك فكرة عما يجب عليك فعله لكي تكون خطة محتواك فعّالة.
بعد هذه الخطوة اجمع فريقك لجلسات العصف الذهني للعثور على أفكار جديدة للمحتوى.
وضع خطة المحتوى
الآن بعد أن انتهت جلسات العصف الذهني، اكتب قائمة بجميع المواضيع التي يمكنك إنشاء محتوى تسويقي حولها لمساعدة الجمهور المستهدف على حل مشاكله أو الإجابة على تساؤلاته، يمكنك أيضًا استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتوليد الأفكار.
بعد الانتهاء من كتابة قائمة المواضيع، أنشئ ملفًّا مفصلًا لكل عنصر من عناصر المحتوى، يصف الموضوع، والجمهور المستهدف، والكلمات المفتاحية، والهدف من كل موضوع، دون أن ننسى أيضًا تحديد صيغة المحتوى التي تحتاجها (مقال، فيديو، بودكاست، إنفوجرافيك، منشورات…).
للتعمق أكثر: تخطيط المحتوى: كشف الغطاء عن رحلة عميل محتمل من الاكتشاف حتى الشراء.
تحديد معايير القبول
بصفتك مدير محتوى فإنَّ الأمر يقتضي منك تحديد طريقة كتابة محتوى تسويقي مميز لفريقك، بمعنى آخر تحديد معايير القبول، ما المقصود بذلك؟ فكر في الأمر على أنه خارطة طريق يمشي عليها أعضاء الفريق، فبمجرد الانتهاء من تحديد المواضيع ستكون بحاجة لوضع مجموعة شاملة من إرشادات التحرير التي تغطي:
- الأسلوب.
- النبرة.
- عدد الكلمات.
- إدراج الكلمات المفتاحية.
- المصادر الموثوقة.
- التدقيق اللغوي.
الغاية من كل هذا هي توضيح ما يجب عليهم تحقيقه بنهاية المطاف أو بالأحرى ما الذي تتوقعه منهم بالضبط.
إنشاء جدول زمني للمحتوى
عند إنشاء محتوى تسويقي لا بد من أن تنشئ جدولًا زمنيًّا لعناصر المحتوى؛ لضمان توزيع منتظم ومتوازن للمحتوى عبر القنوات المختلفة.
إسناد المهام
والآن نأتي لخطوة تعيين المهام لكل عضو من أعضاء الفريق: كُتّاب المحتوى، المصممين، المدقق اللغوي… كلٌّ بناءً على خبرته وإمكانياته.
طبق مبدأ KISS للبساطة
مبدأ KISS هو اختصار لـ (Keep It Simple ,Stupid) ومعناه “دع الأمور سهلة وبسيطة”، هذا هو المقصود بالضبط في إنشاء المحتوى التسويقي، تحرِّى البساطة وتجنب التعقيد، وذلك باستخدام بنية بسيطة ومباشرة مكونة من الأجزاء الثلاثة المتعارف عليها:
- المقدمة.
- جسم الموضوع.
- الخاتمة.
اكتب مقدمة جذابة وقوية كأن تبدأ مثلًا بخرافة شائعة عن الموضوع الذي ستكتب عنه أو إحصائية… المهم احرص على استخدام خطاف (hook) قوي لأن الفشل في كتابة مقدمة قوية وجذابة يعني فقدان اهتمام القارئ وانتباهه، فالمقدمة هي من يحدد ما إذا كان القارئ سيكمل قراءة المقال أم لا، فإن لم تتوفق في كتابة مقدمة تلفت قلب القارئ وعقله فلا فائدة لإبداعك في الفقرات التي تليها.
أما بالنسبة للجسم الرئيسي فهو المكان الذي تجيب فيه عن تساؤلات القارئ ويطرح حلولًا لمشاكله، وأخيرا تأتي الخاتمة تتطرق فيها باختصار لأهم النقاط التي جاءت في الموضوع.
استخدم السرد القصصي
السرد القصصي أو الـ Story telling هو فن لا بد من إتقانه إن أردت إنشاء محتوى تسويقي مميز؛ لأنه أداة قوية لجذب انتباه جمهورك والحفاظ عليه، ويجعلك قويًّا أيضًا، وحسب رأي ستيف جوبز فهو يرى أنّ البارعين في السرد القصصي هم الأقوى على الإطلاق، وهذا ما تؤكده الأرقام أيضًا؛ إذ يتذكر الناس القصص بنسبة تتراوح بين 65% و 70% مقارنة بـ 5% إلى 10% فقط للإحصاءات وحدها.
لكن لماذا القصص؟ حسنًا، لأن القصص تمتلك القدرة على إضفاء طابع إنساني على العلامة التجارية، في عالم تهيمن عليه التكنولوجيا الرقمية، فيفتقد الناس إلى الروابط الإنسانية التي تجعلهم يشعرون بالانتماء، هنا تأتي القصة لتسد هذه الفجوة، حيث تمكِّن العلامات التجارية من التحدث بلغة عاطفية تستطيع ملامسة قلوب الجمهور.
ادعم محتواك بإحصائيات
كتابة محتوى تسويقي وتزويد القارئ بمعلومات أمر سهل أليس كذلك؟ ولكن إثبات صحة ما تقوله قد لا يكون بهذه البساطة، فكيف تصنع محتوًى تسويقيًّا ذا مصداقية وأنت لا تدعم ما تقول بإحصائيات؟ التسويق بالمحتوى الجيد هو ذلك المعزز بإحصائيات مستمدة من أبحاث السوق، فإذا كنت تحاول إقناع جمهورك بمعلومة معينة، فادعمها بإحصائية، فهذه طريقة فعالة لإقناع القارئ بما تقوله.
حاول تجنب عبارات مثل “الكثير من الناس…” فهي غامضة وتبدو بديهية للغاية ولا دليل على صحتها، لكن مع ذلك سيكون من الصعب الجدال مع عبارة مثل “يفضل 60% من الجمهور محتوى الفيديو أكثر من أي نوع آخر من المحتوى وفقًا لمعهد التسويق بالمحتوى”، إلى جانب رابط مباشر يؤدي إلى معهد التسويق بالمحتوى لدعم صحة هذه المعلومة.
استخدم فقرات قصيرة
هناك سبب بسيط للغاية لاستخدام الفقرات القصيرة عند إنشاء المحتوى التسويقي، هي أنه على الأرجح أن جمهورك يقرأ المحتوى على هاتف ذكي أو جهاز لوحي، إذ تشير الأرقام أنه في عام 2024، 54% من إجمالي الزيارات القادمة من جوجل قد جاء من الأجهزة المحمولة، مما يشير إلى تفضيل الجمهور لقراءة المحتوى على الهواتف والأجهزة اللوحية، قد تفعل ذلك أنت أيضًا، أليس كذلك؟
وفضلًا عن ذلك جاء ما يقرب من 90% من مشاهدات يوتيوب من الأجهزة المحمولة، مما يؤكد بشكل أكبر هيمنة الأجهزة المحمولة في استهلاك المحتوى، علاوةً على ذلك يفضل 47% من الناس قراءة رسائل البريد الإلكتروني على الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية، مما يوضح التحول نحو الأجهزة المحمولة لأنواع مختلفة من المحتوى.
إضافةً إلى ما سبق فإن الفقرات القصيرة أكثر احتمالًا للحفاظ على انتباه القارئ وتبدو أقل إرباكًا للقارئ من الفقرات الطويلة.
لا تَنْسَ عبارة الحث على الإجراء CTA
أي محتوى تسويقي جيد لا بد أن ينتهي بتوجيه واضح للعميل، هذا ما نسميه بـ “الحث على الإجراء” أو الـ call to action، وهي ببساطة توجيه العميل للخطوة التالية.
لنفترض أنك كتبت عن منتج ممتاز، والقارئ أعجب به، الآن دورك أن تخبره ماذا يفعل للحصول عليه، ببساطة يمكنك أن تطلب منه بوضوح: “اشترِ الآن بخصم 20%”، أو “احجز استشارتك المجانية”، أو “اطلب المنتج واحصل على توصيل مجاني”، هذه العبارات المباشرة تساهم في:
- تحويل إعجاب القارئ إلى شراء فعلي.
- تسهيل عملية الشراء على العميل.
- زيادة مبيعاتك.
فالقارئ الذي أعطاك وقته واهتمامه يحتاج إلى توجيه واضح، وكلما كنت واضحًا في طلبك، زاد احتمال تحول القارئ إلى عميل، باختصار: لا تترك قارئَك حائرًا، أخبره مباشرةً بالخطوة التالية، هكذا تكون طريقة كتابة محتوى تسويقي جيد.
نموذج عن عبارات الحث على الإجراء من المنيو الإلكتروني
دمج الكلمات المفتاحية بطريقة طبيعية
كيف يجد الناس محتواك؟ ببساطة إما أن يعثروا عليه بسهولة عبر محركات البحث (جوجل)، وإما أن تضعه أمامهم مباشرةً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، جمال العلاقة بين الاثنين هو أن أحدهما يكمّل الآخر، فمثلًا عندما يشارك الجمهور محتواك على فيسبوك، قد يزور المزيد موقعك، وهذا يساعد في تحسين ترتيبك في نتائج البحث.
السؤال الآن: كيف تستفيد من هذه العلاقة عند إنشاء محتوى تسويقي؟ عندما يزور عميل محتمل موقعك من خلال فيسبوك، شجعه على متابعتك على إكس وإنستغرام وبينتريست على سبيل المثال، يزيد هذا من انتشار محتواك على مختلف المنصات.
من جهة أخرى لا تَنْسَ تحديث محتواك باستمرار، وكذلك الربط بين مختلف أجزاء المحتوى في موقعك (روابط داخلية) تمامًا كما نفعل نحن، هل لاحظت ذلك؟ دون أن ننسى أهمية الربط بين موقعك ومدونتك وحسابات التواصل الاجتماعي؛ لأن هذه الإستراتيجية تزيد من مشاركة الجمهور لمحتواك، كما تزيد احتمال أن تربط مواقع أخرى بمحتواك، مما يحسن ترتيبك في نتائج البحث.
باختصار الفكرة هي استخدام كل منصة لتعزيز الأخرى، وربط محتواك ببعضه لجعله أكثر انتشارًا وسهولةً في العثور عليه.
لكي يقرأ عملاؤك المحتملين محتواك، يجب عليك إما أن تجعله سهل العثور عليه، وإما أن تضعه مباشرةً أمامهم، يتضمن العثور عليه بسهولة محركات البحث، في حين يتضمن الأخير عادةً الترويج على وسائل التواصل الاجتماعي موجهًا إلى الجمهور المستهدف.
انشر، انشر، انشر
قد تكتب محتوًى ممتازًا يستحق أن تنال عليه جائزة، لكن ما الجدوى منه إن لم تنشره ولم يقرأه أحد؟ سيكون ذلك محبطًا للغاية، أليس كذلك؟ لذا انشر محتواك وشاركه أيضًا على وسائل التواصل الاجتماعي، ولا تتوقف عند هذا الحد بل:
- سوّق عبر البريد الإلكتروني.
- استخدم الإعلانات المدفوعة لجذب العملاء المحتملين.
- أعد تدوير المحتوى في صيغ / قنوات أخرى.
- حدّث المحتوى بشكل دوري.
أخطاء شائعة في كتابة المحتوى التسويقي
أثناء إنشاء المحتوى التسويقي هنالك العديد من الأخطاء التي يمكن الوقوع فيها، والتي تحد من الجهود التسويقية، فما هي يا ترى؟ سنسلط الضوء في الفقرات التالية على بعض هذه الأخطاء.
إهمال معرفة الجمهور المستهدف
كيف تصنع محتوًى تسويقيًّا وأنت لا تعرف جمهورك المستهدف؟ لذا فإن الخطوة الأولى في إنشاء المحتوى هي البحث عن الجمهور المستهدف، وهي اللبنة الأساسية التي تُبنَى عليها كتابة المحتوى التسويقي.
إذا كنت لا تعرف التركيبة السكانية لجمهورك المستهدف واهتماماته ومشاكله، فمن المحتمل ألا يجد المحتوى صدًى لدى جمهورك وسيغادرون موقعك.
إهمال أفضل الممارسات في تحسين محركات البحث (SEO)
صحيح قد تكتب محتوًى تسويقيًّا يلبي جميع المتطلبات الصحيحة، ولكن بدون تحسين محركات البحث (SEO)، قد يفوِّت جمهورك المستهدف هذا المحتوى، مما يعني ذهاب جهودك هباءً منثورًا، وهذا ما لا نريده عند إنشاء محتوى تسويقي، يساعدك السيو القوي على تصنيف محتواك بشكل أعلى في نتائج البحث.
وتذكر أن السيو يتجاوز المحتوى الذي يراه جمهورك، فالأمر لا يتعلق فقط بالكلمات المكتوبة بل يشمل أيضًا محتوى SEO التقني (مثل بنية الموقع المناسبة وسرعة التحميل)، وكذا تجربة المستخدم أيضًا.
استهداف الكلمات المفتاحية الخاطئة
يتضمن بحث الكلمات الرئيسية تحديد الكلمات والعبارات التي يكتبها جمهورك المستهدف في محركات البحث للعثور على محتواك، يتيح لك ذلك إنشاء محتوى أكثر احتمالًا لإشراكهم وتحويلهم من مجرد متصفحين إلى عملاء.
إن أخطأت في استهداف الكلمات المفتاحية فقد تنشئ محتوًى لا يتوافق مع نية الباحثين، ولتجنب مثل هذا الخطأ استثمر في أدوات بحث الكلمات الرئيسية مثل Google Keyword Planner و Ahrefs أو SEMrush لجمع البيانات حول حجم البحث والمنافسة والصلة.
إعطاء الأولوية لمحركات البحث على الجمهور
يُرضي المحتوى التسويقي المكتوب وفق السيو محركات البحث، ولكن ماذا عن جمهورك؟ يجب أن يكون جمهورك المستهدف هو أولويتك القصوى، فقد يؤدي الإفراط في كتابة الكلمات المفتاحية والروابط غير ذات الصلة إلى إلحاق الضرر بترتيبك وتجربة المستخدم لدى جمهورك.
نحن نفهم ذلك، فالمنافسة شديدة وقد تشعر بالضغط للحصول على نتائج أفضل وتتفوق على منافسيك، ولكن جوجل يكافئ المحتوى المفيد في جميع الحالات، ماذا يعني ذلك؟ عندما تكتب لجمهورك ستكون مصنفًا ضمن المحتوى المرغوب فيه.
ولكي تتجنب هذا الخطأ ركز على إنشاء محتوى تسويقي يجذب القراء ويقدم قيمة حقيقية لهم، يجب أن تضع عملاءك في المقدمة من خلال:
- التركيز على نية البحث لدى جمهورك المستهدف قبل كل شيء.
- اجعل محتواك مفيدًا ومكتوبًا جيدًا.
- ادمج الكلمات الرئيسية بشكل طبيعي في كتابتك.
- استخدم سرد القصص وتحدث بلغة جمهورك للحفاظ على المحتوى جذابًا.
قد تحتاج لقراءة: كيف تصل إلى الجمهور من خلال المزج بين تقنيتي السيو والتسويق بالمحتوى؟
خلاصة القول:
بعد كل ما تحدثنا عنه، قد تتساءل: “هل حقًّا يستحق إنشاء المحتوى التسويقي كل هذا العناء؟” نعم وبكل تأكيد، ففي عصرٍ أصبح فيه الإنترنت مزدحمًا بملايين المحتويات يوميًّا، لم يعد كافيًا أن تكتب مجرد كلمات وتنتظر النتائج.
نحن نعيش في عصر يبحث فيه الناس عن الأصالة، عن المحتوى الذي يفهمهم ويتحدث إليهم، لا عن مجرد نصوص باردة تحاول بيع منتج، عندما تنجح في صناعة محتوى يلامس اهتمامات جمهورك ويحل مشاكلهم الحقيقية، فأنت لا تبني مجرد علامة تجارية بل أنت تصنع قصة نجاح مبهرة يتناقلها الناس ويعودون إليها مرارًا وتكرارًا.