هل يعمل السيو SEO في عصر الإعلانات؟ كشف الغطاء عن استراتيجية التسويق بالمحتوى التي رفعت مبيعات عملائنا 147%

يظن عموم الناس في مجال التسويق الرقمي أن غرض المحتوى الرئيسي هو ملء الفراغات فقط. ملء فراغات صفحات الموقع، ملء فراغات مدونة الموقع، وصف المنتجات، منشورات وإعلانات الفيسبوك وتويتر، وغيرها من منصات نشر المحتوى.

أما أن يكون للمحتوى دورًا فعالًا في جذب عشرات العملاء المحتملين، ثم تحويلهم إلى عملاء دائمين متكررين Recurring Customers، فهذا ما يغفل عنه الكثيرين .. وهذا ما سنحاول توضيحه في استراتيجية اليوم. 

 

في هذا المقال سيتم شرح الخطوات التي طبقتها شركة كانفا للحصول على 270 مليون زيارة شهرية خلال سنوات قليلة، وهي نفسها التي نطبقها عملائنا في نكتب لك، وهي هي نفسها الاستراتيجية التي يمكنك تكرارها مع شركتك – أو الاستعانة بمن يدير هذه العملية لصالحك – حتى تصل إلى نفس النتائج وربما أفضل. 

إطار العمل العام لاستراتيجية المحتوى المهيأ لمحركات البحث SEO-Focused Content

ينقسم المحتوى إلى نوعيين رئيسيين: 

  • محتوى الموجة Trend-Based Content: وهو المحتوى الذي يغطي حدث معين لفترة زمنية معينة. تختلف الفترة الزمنية حسب طبيعة الحدث. فالأخبار بشكل عام لا تزيد عن أسبوع. هناك أحداث مثل نهائي كأس العالم لكرة القدم تستمر لشهر أو أكثر، وهناك أحداث غير معلومة المدة مثل جائحة فيروس كورونا كوفيد-19 Covid-19. القصد: لا تستمر الحاجة لمحتوى الموجة إلى الأبد، وإنما لفترة محدودة فقط، لو طالت نسبيًا.
  • المحتوى دائم الخضرة Evergreen Content: وهو المحتوى الذي تظل الحاجة إليه قائمة للأبد، وخاصة إذا كان يتم تحديثه باستمرار للوصول إلى أفضل صورة ممكنة. مواضيع مثل: العناية بالبشرة، الأعشاب الطبيعية، كيف يعمل جسم الإنسان، وهكذا.

ولذلك فإن تبني استراتيجية المحتوى دائم الخضرة، المهيأ لمحركات البحث، والذي يتوافق مع نية المستخدم في عملية البحث، وله جمهور معتبر على الإنترنت العربية، هو الخيار الأمثل لتطبيق هذه الاستراتيجية.

المحتوى الجيد – دائم الخضرة – لا يعمل وحده. فلا يكفي أن تخرج قطعة المحتوى إلى النور كتابة فحسب، ولكن ينبغي رسم خطة واضحة لتسويقها، وبداية هذه الخطة هو أن تقوم بتهئيتها لمحركات البحث SEO-Based Content. 

وحينما يأتي الحديث عن SEO فمن الأولى أن يتم العناية بالموقع رأسًا من خلال رفع موثوقيته Domain Authority أولاً، ثم تمرير هذه الموثوقية إلى صفحات المحتوى دائم الخضرة، ثم بإجراء بعض حيل بناء الروابط Backlinks بشكل مدروس، ستصل قطعة المحتوى إلى الصفحة الأولى في زمن وجيز. 

إطار العمل العام لاستراتيجية المحتوى المهيأ لمحركات البحث SEO-Focused Content

المداومة على نشر مثل هذه النوعيات من المحتوى دائم الخضرة، المهيأ لمحركات البحث، بالإضافة إلى العناية بالموقع ككل، سيؤدي في النهاية إلى وصول هذه المقالات إلى الصفحة الأولى من جوجل. نضيف عليها ضرورة أن تكون هذه المقالات مرتبطة ببعضها كمواضيع وكروابط داخلية Inbound Links بالطبع. 

موقع WebMD كنموذج لموقع يضم ذخيرة ضخمة من المحتوى دائم الخضرة المهيأ لمحركات البحث

إذا أردت مثالاً عالميًا لمثل هذه الاستراتيجية فلن تجد أفضل من موقع WebMD الطبي العالمي. وبدون الخوض في تفاصيل، دع الصورة تتحدث عن نتائج جهد السنوات الماضية، وكيف أتت ثمارها الآن:

موقع WebMD كنموذج لموقع يضم ذخيرة ضخمة من المحتوى دائم الخضرة المهيأ لمحركات البحث

بالتطلع إلى مثل هذا الموقع، ستلاحظ أنه مع تغذية الموقع باستمرار بالمحتوى الطبي دائم الخضرة، الذي يبحث عنه المستخدمون باستمرار، الذي يجيب عن أسئلتهم المتعلقة بالمسائل الطبية، تحول الموقع إلى مرجع طبي رسمي لإجابة مثل هذه النوعية من الأسئلة. هذا وحده ساعد على بناء عشرات الآلاف من الروابط الخلفية Backlinks الطبيعية التي ساهمت في رفع DA للموقع ولصفحاته الداخلية ولمواضيعه المميزة.

خطوات التنفيذ استراتيجية المحتوى المهيأ لمحركات البحث دائم الخضرة

إنشاء مثل هذه الاستراتيجية يتطلب استثمارين أساسيين قبل البدء: 

  • المحتوى: استثمار في محتوى نوعي مرتفع الجودة، يحمل المواصفات المطلوبة.
  • الـ SEO: استثمار في بناء موثوقية الموقع DA بطرق صحيحة وآمنة، بعيدة عن عقاب جوجل.

ثم يأتي عنصر الوقت كمكمل ومتمم لهذه الثنائية، وكدليل على أن العمل الناجح يتطلب بعض الوقت. نستغرق في العادة 3 إلى 6 شهور مع عملائنا كبداية، لبدء الحصول على نتائج مؤثر على أعمالهم. 

طبقنا مثل هذه الاستراتيجية مع أحد عملائنا، الذي يعمل في تقديم الخدمات الوسيطة لقطاع التجارة الإلكترونية. وعلى مدار ثلاثة أشهر كانت النتائج كالتالي: 136 عميل قام بالتسجيل من مقالة واحدة فقط .. لاحظ أن قيمة العميل مرتفعة للغاية في هذا النشاط التجاري، ومن ثم يعتبر هذا عائد مرتفع جدًا على الاستثمار ROI. النتائج مثبتة بالصور كما هو موضح بأسفل: 

خطوات التنفيذ استراتيجية المحتوى المهيأ لمحركات البحث دائم الخضرة

لنبدأ بعرض خطوات الاستراتيجية، وهي نفسها التي اتخذناها في دراسة الحالة بأعلى:

#الخطوة الصفرية: نسف القناعات الخاطئة

في العادة أعقد مع عملائي اجتماعًا تمهيديًا يستمر لنحو قرابة الـ 45 دقيقة في أحيان كثيرة، غرضه تحقيق هدف واحد فقط: تغيير القناعات.

تغيير القناعات هو العنصر الأساسي الملزم الذي سيساعد العميل على الاستثمار في هذا النوع من الأعمال المتميزة (التسويق بالمحتوى بشكل عام)، أو تجاهله والاستمرار في تطبيق استراتيجيات أخرى.

من هذه القناعات الخاطئة….

1. السوق العربية صغيرة على الإنترنت (خطأ)

السوق العربية تكبر يومًا بعد يوم بعجلة تسارعية أصبح من الصعوبة بمكان استنتاج قمة الهرم فيها. فعدد المستخدمين على الويب يتزايد على كل المنصات، وعدد الشركات المتواجدة على الإنترنت يزيد كل يوم، وعدد المستخدمين العرب الذين يعتمدون على الإنترنت بشكل كلي يزداد بشكل كبير كل يوم، وأصبحت اللغة العربية – رسميًا – هي اللغة الرابعة الأكثر استخدامًا على الويب

والأرقام في صعود يومًا بعد يوم، واعتماد المستخدم العربي على الإنترنت في كل شيء تقريبًا، وتغير نمط الحياة بسبب الإنترنت، وتقنيات مثل الذكاء الاصطناعي AI، الجيل الخامس من الاتصالات 5G، إنترنت الأشياء IoT، الحوسبة الكمومية، وغيرها من التقنيات، هو الذي يرسم السوق التجاري للعالم العربي في العقد القادم. هذا غير الأرقام المشجعة عن حجم التجارة الإلكترونية في دولة مثل المملكة العربية السعودية على سبيل المثال. 

هذه المقدمة البسيطة تشير إلى أن السوق العربية على الإنترنت تتطور ويكبر حجمها يومًا بعد يوم، وأن أفضل استثمار في الوقت الحالي هو الاستثمار طويل الأمد، وأفضل استثمار في التسويق الرقمي بشكل عام هو الاستثمار في المحتوى، لأنه الأصل الذي يبقى معك حتى النهاية. 

2. المحتوى الطويل لا يقرأه أحد (خطأ)

يتحجج أصحاب هذا الافتراض بأن المستخدم سريع الملل، ويحب الكبسولات المعلوماتية السريعة التي تجيب عن أسئلته، ويقدم أدلته من خلال مواقع مثل تويتر وإنستغرام. قد يكون هذا صحيحًا بشكل جزئي، ولكن إجمالًا، المحتوى الطويل أفضل بكثير من المحتوى القصير على الإنترنت. لماذا؟ بكل بساطة، لأن جوجل يحبه. تأمل كيف أن مقال واحد طويل جلب أكثر من 500 عميل مستهدف في مجال التجارة الإلكترونية (دراسة حالة ربما نتحدث عنها مستقبلاً):

وطالما أن جوجل يحب المحتوى الطويل، ويقدمه على ما سواه من قطع المحتوى، فإن المحتوى الطويل هو الذي يفوز. بالإضافة إلى أن كاتب المحتوى المحترف يُحسن عرض قطعة المحتوى الطويلة بشكل احترافي باستخدام جدول المحتويات Table of Contents وهذا يعطي القارئ الذي يكره المحتوى الطويل حرية أكبر في استعراض المحتوى، والاختيار ما بين قراءته، أو قراءة جزء منه، أو تجاوزه بالكلية. 

ولكن الشيء المؤكد هو: المحتوى الطويل دائمًا يفوز .. يحبه جوجل، ويحبه المستخدم كذلك، لأنه يراه دسمًا غزيرًا بالمعلومات المفيدة.

3. تقنيات سيو SEO غير فعالة (خطأ)

بسبب انتشار فكر النتائج السريعة بالاعتماد على البرامج الإعلانية – سواء جوجل أو فيسبوك  أو غيرهما – أصبحت الشركات تزهد في الاعتماد على تهيئة مواقعها لمحركات البحث SEO، ظنًا منها أنها استراتيجية طويلة المدى غير فعالة. 

وفي الواقع يعتبر السيو SEO من أفضل استراتيجيات جذب العملاء المستهدفين بأقل تكلفة، وأدوم استمرارية على المدى الطويل، وذلك لأن المستخدم هو الذي يبحث عنك، ولذلك نشجع على هذه الاستراتيجية وسنتحدث عنها بالتفصيل في هذا المقال. 

تقنيات سيو SEO غير فعالة (خطأ)4. الإنفاق على التسويق بالمحتوى لا يجب أن يأخذ قسمًا كبيرًا من ميزانية التسويق الرقمي (خطأ)

حسب التقرير الذي قدمه معهد التسويق بالمحتوى CMI والذي كان عنوانه B2B Content Marketing فإن الشركات الوسيطة B2B الناجحة تنفق على التسويق بالمحتوى ما مقداره 40% من ميزانية التسويق الإجمالية. 

5. التسويق بالمحتوى لا يتطلب الكثير من الإنفاق (خطأ)

عالميًا، لو تأملت المتوسط العام لوضع استراتيجية التسويق بالمحتوى – فقط – ستجد أنه يبدأ من 5,000$، هذا بخلاف مصاريف الإدارة الشهرية والتي تبدأ في العادة من 3,000$. الشركات الأجنبية تقدم نفس الخدمات بسعر يبدأ من 10,000$ شهريًا، وهي لا تدري شيئًا عن السوق العربي على الإنترنت. لذلك من باب أولى الاعتماد على وكالة تسويق عربية متخصصة في المحتوى، تدرك متطلبات السوق العربي على الإنترنت، وكيفية الوصول إليه بنجاح.

التسويق بالمحتوى لا يتطلب الكثير من الإنفاق (خطأ)

الخطوة الصفرية شديدة الأهمية لمن يتعامل حديثًا مع فن التسويق بالمحتوى Content Marketing، حتى يعلم كيف ينفق أمواله، وأين ينفقها، وما هي العوائد المتوقعة، وأخيرًا السؤال الأهم: متى يحصل على تلك العوائد.

تذكر أنه حتى تحصل على نتائج في تطبيق هذه الاستراتيجية، يجب أن تعطيها حقها من الوقت. هناك استراتيجيات أخرى تعتمد على النتائج السريعة، ولكن لا يناقشها هذا المقال. 

انطلق: 

نسف المعتقدات خطوة أساسية. فجميع الإنجازات تبدأ بالأفكار. أن تظن أن السوق العربية على الإنترنت صغيرة، أو أن المحتوى الطويل لا يُقرأ، أو أن تقنيات SEO لم تعد ذات قيمة، هو ضرب من الأوهام، ونحن نذكر لك الحقائق فقط في هذا المقال.

# الخطوة الأولى: استشفاف نية المستخدم في عملية البحث User Intent

تبذل جوجل جهدًا ضخمًا – حرفيًا – كل يوم لتطوير لوغاريتمات محرك بحثها في محاولة منها لإجابة هذا السؤال: فيم يفكر المستخدم وهو يكتب في مربع البحث؟ تسعى جوجل بكل تقنيات الذكاء الاصطناعي AI لتزويد روبوتاتها بآلية رقمية تسمح لها بفهم ما يريده المستخدم وتحقيقه. 

هذا لأن جوجل تدرك جيدًا أن العبرة ليست بمجرد الوصول إلى النتائج الأولى بالكلمة المستهدفة كما طُبِعَت في مربع البحث SERP، وإنما بتحقيق مراد المستخدم نفسه من محاولة استشفاف ميوله الداخلية التي ربما لم تستطع كلماته البسيطة التعبير عنها بدقة. 

ميول المستخدم قد تكون واحدًا من أربعة ميول رئيسية كالتالي: 

ميول معلوماتية Informational Intent: المستخدم يبحث عن معلومة معينة (ما هو حيوان المرموط المسبب للطاعون الدبلي؟) 

  • الكلمات الدلالية: جميع الكلمات الاستفهامية بشكل عام (ما – ما هو – أين يوجد – كيف يمكن فعل كذا … الخ)

ميول استكشافية Navigational Intent: المستخدم يرغب في الوصول إلى موقع أو صفحة ويب معينة (مدونة نكتب لك – موقع نكتب لك لخدمات المحتوى)

  • الكلمات الدلالية: كل ما يشير  إلى موقع أو صفحة ويب معينة (موقع سوق دوت كوم – عروض الصيف من موقع جوميا – الخ)

ميول استقصائية Investigational Intent: وهي المرحلة التي يقترب فيها العميل من قرار الشراء فيبدأ في المقارنة (مقارنة سامسونج نوت 10 بلس مع آيفون 11 – أداة موز Moz مقابل أداة Ahrefs)

  • الكلمات الدلالية: تشير إلى المراجعات الخاصة بالمنتج أو الخدمة، وأراء العملاء فيه (مراجعات كذا – مقارنة منتج كذا بمنتج كذا – أفضل مواقع التجارة الإلكترونية المجانية – الخ)

ميول شرائية Transactional Intent: العميل اتخذ قرار الشراء بالفعل، ويسعى لتنفيذه (شراء هوفر بورد أمريكي الصنع – شراء درون بكاميرا HD للتصوير السينمائي)

  • الكلمات الدلالية: تشير إلى كلمات معبرة لمن هو مقدم على قرار الشراء، مثل (أسعار كذا – كوبون خصم منتج كذا – منتج كذا بشحن مجاني – شراء كذا – الخ)

الاطلاع على الأدلة السابقة يلقي بعض الضوء على اكتشاف نية المستخدم، وعن ماذا يبحث بالتحديد. فائدة التعريفات السابقة هو أنها تضعك على دراية بمكان المستخدم في رحلة الشراء. فلو أردت السير معه من البداية، فسيكون القمع البيعي Sales Funnel كالتالي: 

# الخطوة الأولى: استشفاف نية المستخدم في عملية البحث User Intent
تكون البداية الطبيعية للعميل عادة من المرحلة الأولى – مرحلة جمع المعلومات Informational Intent – ويأخذ الرحلة من البداية. وقد يقوم عنك أحد المنافسين بهذه المرحلة أو التي تليها، ويأتيك العميل في المرحلة النهائية بسبب عرض جيد تقدمه له، أو سعر تنافسي. ولكن بشكل عام هذا هو المسار البيعي الذي يسير فيه العميل في أي رحلة شراء. يُطلق عليها أحيانًا رحلة العميل Customer Journey.

#الخطوة الثانية: بناء صفحات الهبوط الدائمة

في العادة يتم إنشاء صفحات الهبوط لغرض محدد أو مؤقت، وهو تلبية عرض معين لفترة معينة، ثم إلغاء هذه الصفحة، وهذا كان صحيح قديمًا على مدرسة Unbounce.com، ومازال في بعض الحالات الخاصة. ولكن المدرسة الحديثة – مثلما يفعل موقع أمازون الآن – ترى أن يتم تخصيص صفحة هبوط دائمة للمنتج/للخدمة، ويتم تهيئتها لمحركات البحث SEO Based، وتحديثها دوريًا بالمحتوى من أجل أن تبقى دائمًا نشطة، جاذبة للزوار، أسرع في التحويل Conversion.

ما فائدة هذه الاستراتيجية؟ في الواقع عدة فوائد: 

  • تسمح بإنشاء العديد من صفحات الهبوط، ليس فقط لكل منتج صفحة، بل لكل كلمة مفتاحية محتملة صفحة مستقلة، تساهم في جذب الزوار الذين يبحثون بهذه الكلمة بشكل طبيعي Organic مع دعم هذه الصفحة بالطبع. 
  • تسمح بإنشاء دليل كامل من صفحات الهبوط المخصصة لكل شريحة Niche وخاصة إذا كان الموقع يقدم أكثر من خدمة/منتج.
  • ترفع موثوقية الموقع Domain Authority بالعديد من الصفحات التي ستضم عشرات المنتجات/الخدمات، مما يسمح بالإشارة إليها بروابط خلفية Backlinks طبيعية، ومن ثم رفع قوة النطاق Domain، الحصول على رتبة مرتفعة لدى جوجل. 

استخدمت كانفا Canva.com هذه الاستراتيجية بكفاءة عالية، وحققت فيها نجاحًا كبيرًا، جلب لها أكثر من 270 مليون زيارة سنويًا. ولمن لا يعرف موقع كانفا فهو موقع متخصص في تقديم تصميمات بصرية Graphics لكل المجالات تقريبًا. 

في الصورة التالية قدمت كانفا نموذجين من صفحات الهبوط: 

بناء صفحات الهبوط الدائمة

النموذج الأول (على اليمين) يشير إلى عميل يبحث بالكلمة المفتاحية “Certificate Templates” جاهزة للاستخدام الفوري. بينما النموذج الثاني (على اليسار) يبحث صاحبه بالكلمة المفتاحية “Design Certificate”. الأول يبحث عن الكينونة Discover، بينما الثاني يبحث عن الكيفية Do. 

على سبيل المثال، يبحث صاحب النموذج الأول عن منتج جاهز، ومن ثم فهو في مرحلة الاستقصاء Investigational، أو يقترب من عملية الشراء Transactional. بينما صاحب النموذج الثاني يبحث عن الكيفية التي بها يصنع التصميم Design Certificate، ومن ثم فهو في مرحلة جمع المعلومات Informational، أي في بداية الطريق. هذا هو موقع كل كلمة منهما في القمع البيعي Sales Funnel الموضح بأعلى. فيم يفيد هذا؟ في الكيفية التي سيتم التعامل بها مع كل واحد من المستخدمين في المراحل التالية لمحطة وصوله، وما هو المسار الذي يجيب أن يسير فيه بناءً على موقعه الحالي، أو بمعنى أدق محطة وصوله. 

قامت كانفا بما هو أروع .. قامت بإنشاء دليل Directory خاص بالكلمات المفتاحية بشكل شجري، لكل كلمة مفتاحية طويلة Long Tail Keyword تتفرع من كلمة مفتاحية رئيسية (وهي كلمة Invitations في حالتنا هذه) على النحو التالي: 

  • Canva.com / templates / search / invitations / save-the-date
  • Canva.com / templates / search / invitations / christmas
  • Canva.com / templates / search / invitations / wedding
  • Canva.com / templates / search / invitations / baby-shower

هذا التقسيم يشير إلى نماذج الدعوات Invitation Templates والتي يتم تصميمها/استخدامها في مناسبات مختلفة. مثل Christmas Invitation Templates وكذلك Wedding Invitation Templates، وهكذا. وبالطبع يمكنك استخدام الكلمات الإضافية التي يبحث بها المستخدم في تهيئة صفحة الهبوط، مثل إضافة كلمة Free أو for free سواء في البداية أو النهاية.

صنعت كانفا لكل كلمة مفتاحية منهم صفحة هبوط خاصة بها .. أعلم أن الأمر يبدو ثوريًا، ولكنه حدث بالفعل، وأصبح لدى كانفا شبكة ضخمة من صفحات الهبوط التي تغطي عشرات الكلمات المفتاحية في كل تصنيف. تأمل الصورة التالية التي توضح الفكرة، وتعرض جزءًا من الكلمات المفتاحية الفرعية، مع ملاحظة أن الكلمة المفتاحية الرئيسية هنا هي Invitations. 

والنتائج كانت مبهرة. تصنيف كلمة Invitations وحده حصل على: 

  • 65,000 زيارة شهرية طبيعية Organic
  • أكثر من 900 رابط خلفي Backlinks طبيعي
  • جميع صفحات الهبوط حصلت على روابط خلفية بنسب متفاوتة حسب عملية البحث والاهتمام

الصورة التالية توضح كم رابط خلفي Backlink حصلت عليه كل صفحة هبوط بعد هذا المجهود.



بل إن كانفا قامت بعمل صفحة هبوط لكلمة مفتاحية لها تقريبًا 15 عملية بحث شهرية، وهي كلمة ” Create Massage Gift Certificates” ورغم ذلك قامت كانفا بعمل صفحة هبوط لها. تغطية أكثر من ممتازة، ساعدت على بناء موثوقية Authority عالية للغاية. 

حسنًا .. ربما تسأل: ما هي الهيكلة التي ينبغي أن تكون عليها صفحة الهبوط حتى تحظى بمثل هذه المنزلة لدى جوجل؟ 

انطلق: 

بناء عدد من صفحات الهبوط الدائمة بعدد الكلمات المفتاحية المستهدفة في مجالك، وتهيئة هذه الصفحات لمحركات البحث، يعتبر خطوة أساسية لبناء أصولك الرقمية، التي ستساهم في الاستحواذ على أكبر عدد من النتائج في الصفحة الأولى من جوجل، على المدى الطويل.

#الخطوة الثالثة: بناء المحتوى الداعم 

أي بناء بُنِيَ ليبقى يحتاج إلى دعائم تناسب هذا الصرح، حتى يستمر ويستمر عطاؤه. ولن تجد دعائم أقوى ولا أثبت من المحتوى Content. 

المحتوى هو الأصل الثابت الذي يبقى معك حتى النهاية. تزداد قيمته كلما مر عليه الزمن. بالطبع أقصد المحتوى دائم الخضرة، الذي لا تنقطع الحاجة إليه. فالمستخدم يبحث عنه باستمرار، ويظل المحتوى في موقعك يستقبل عشرات الآلاف من الزوار على مدار أعوام ليزداد قوة بعد قوة. بل حتى في أسوأ الظروف، لو انهار الموقع بالكامل، لظلت ملفات المحتوى معك على جهازك تستخدمها وقتما تشاء. 

المحتوى أصل لا غنى عنه لأي نشاط على الإنترنت

تذكر أن الإنترنت في الأساس ما بُنِيَت إلا لنشر المحتوى، ونقل المعلومات من مكان لآخر. 

كيف يمكنك أن تدعم هذه الشبكة من صفحات الهبوط بالمحتوى دائم الخضرة؟ 

المحتوى دائم الخضرة لا يعمل وحده، وإنما يحتاج إلى الخطوة الأهم: تسويق هذا المحتوى. 

التسويق بالمحتوى Content Marketing 

يساعد المحتوى – وخاصة إذا تم استخدامه في مرحلة عرض المعلومات Informational – المستخدم على اتخاذ القرار بشأن منتج/خدمة ما. فإذا تم إعداد قطعة محتوى استثنائية، تم فيها الإشارة إلى صفحات الهبوط المذكورة بأعلى، فستتعدد المكاسب المحصلة. ليس فقط في بناء رابط داخلي Inbound Link يرفع من قوة صفحة الهبوط، ولكن كذلك في جلب عميل مستهدف جاء إلى صفحة الهبوط عن اقتناع مسبق بالمنتج.

أشكال المحتوى المقترحة

لم يعد المحتوى قاصرًا على الشكل النصي فحسب، وإنما تطور وتنوع بتنوع المنصات التي تغذيه وتدعمه. ولكن الأساس بالطبع في الشكل النصي. تعامل مع القائمة التالية بانسجام: 

  • مقالات طويلة مرتفعة الجودة تغطي نفس الكلمات المفتاحية: مرة أخرى، يحب جوجل المقالات الطويلة لأسباب عديدة. أهمها أنها تعطي إجابات دسمة للمستخدم عن الموضوع الذي يثير التساؤلات لديه. هذا بالإضافة إلى أنه إذا تم التعامل مع هيكلة المحتوى بذكاء – كما نفعل في نكتب لك – فسيناسب هذا المحتوى جميع أنواع المستخدمين، سواء من يرغب في قطعة محتوى قصيرة مختصرة، أو طويلة مفصلة. 
  • المقالات الاستثنائية الملهمة: قامت كانفا بعرض مقال بعنوان “50 Best Business Cards” يستهدف فيه الكلمة المفتاحية الرئيسية “Business Card” والكلمة المفتاحية الفرعية “How to Design a Business Card” عرضت فيها باقة من أروع تصميمات كروت الأعمال. وبالطبع أشارت إلى صفحات الهبوط المعنية بالأمر. المقال استثنائي في المعلومات التي به، ويستحق حفظه والعودة إليه كل فترة سواء أكنت مصمم جرافيك أو حتى رائد أعمال. هل يمكنك صنع مثله؟
  • المحتوى البصري الجذاب: أضف إلى هذه القائمة التصميمات المميزة، الإنفوجرافيك، الرسومات البيانية الجذابة، الصور، الفيديوهات، سنابات، وغيرها. وستطول القائمة بتطور الويب في عرض المحتوى البصري.
  • التنوع في عرض المحتوى: والانتقال ما بين قوائم Lists، لقاءات Interviews، مراجعات Reviews، مقارنات Comparisons، دراسات حالة Case Studies، كتب إلكترونية eBooks، مصادر مجانية Free Resources، …الخ. 
  • المحتوى التفاعلي: مثل المسابقات، سواء تلك التي تتطلب موهبة استثنائية من المشارك (مثل التصميم أو الكتابة) أو تلك التي لا تتطلب أكثر من مشاركة المسابقة عبر الشبكات الاجتماعية.

انطلق: 

بعد انتهائك من إعداد صفحات الهبوط، ابدأ على الفور في بناء أصولك الدائمة من المحتوى. تنويع المحتوى سيلفت الانتباه إلى علامتك التجارية سريعًا، وهذا سيحقق هدفين في وقت واحد: رفع ترتيب موقعك في محركات البحث، والحصول على عملاء يتحركون في القمع البيعي Sales Funnel بسلاسة.

#الخطوة الرابعة: بناء الروابط الخارجية Link Building 

تبذل جوجل جهدًا مضنيًا في محاربة الروابط الخارجية غير الشرعية، أو المدفوعة، أو غير ذات الصلة، والتي لا تخدم المحتوى المنشور. لذلك أصبحت عملية بناء الروابط الخارجية بشكل ما عملية حساسة. وأصبحت تكلف الكثير من الوقت والجهد، ولم تعد تعتمد على كمية الروابط، بقدر نوعية الروابط. بشكل عام: احرص على السير في طريق رفع تجربة المستخدم User Experience وستحصل على ما تريد من جوجل.

سنذكر – على عُجالة – أفضل الاستراتيجيات المستخدمة في بناء الروابط الخارجية، والتي سيكون أثرها إيجابيًا على موقعك، وكذا صفحات الهبوط. سترفع من ترتيب الموقع في محركات البحث، ستحصل على المزيد من الزوار، وفي نفس الوقت لن تتعرض للعقوبة من جوجل لأي مخالفات أو ممارسات غير شرعية. 

1. التدوين الضيف Guest Post

هل مازال يعمل التدوين الضيف؟ بشكل كبير: نعم. 

حينما يتم ذكر مصطلح “التدوين الضيف Guest Post” تتحرك الأذهان على الفور إلى خطوات عملية مثل: 

  • إعداد قائمة من 100 موقع في مجالك
  • البحث عن وإعداد قالب لرسالة عامة تطلب فيها تدوين ضيف من صاحب الموقع
  • إرسال الرسالة إلى القائمة
  • انتظار الردود ممن اهتم بالرد على الرسالة
  • متابعة الردود، واغتنام الفرصة مع من قبل 

تُرى هل ستشعر بالصدمة حينما أخبرك أن الخطوات السابقة خاطئة؟ .. ربما .. ولكن أحيلك على ما نوّهت عنه في الفقرات السابقة، من أن جوجل لم تعد تنظر إلى كمية الروابط، بقدر نوعية تلك الروابط، ومدى ارتباطها بالمحتوى المقدم. أي أن خطتك ستختلف بالكلية. 

كي تكتب مقال ضيف، ينبغي أن تعلم أن لديك نوعين من المواقع – لا ثالث لهما – لتكتب في أحدهما أو كلاهما: 

  • المواقع العامة: وهي التي تغطي أكثر من موضوع، وربما يكون من المقبول كتابة موضوعك لديهم.
  • المواقع المتخصصة: وهي التي تعمل في نفس صناعتك ولها جمهور خاص بها.

وسواء اخترت الخيار الأول أو الثاني، راع أن توفر وقتك وجهدك من خلال اختصار البحث لمعرفة ما إذا كان الموقع يسمح بالتدوين الضيف أم لا. يمكنك أن تبحث في الموقع، أو أن ترسل رسالة مباشرة تسألهم فيها.

راع كذلك أن يكون للموقع عدد معتبر من الزوار يسمح بتحقيق الأثر المطلوب، ليس فقط في العثور على رابط خلفي Backlink، ولكن كذلك في الحصول على بعض الزوار المهتمين بما تقدم. ثم تبدأ في مراسلة صاحب الموقع.

هذه هي النقطة الأكثر تحديًا في عملية الحصول على فرصة تدوين ضيف لدى أحد المواقع. ما الذي يجعل صاحب الموقع يفتح رسالتك – أولاً – ثم يقبل طلبك بالنشر لديه، ثانيًا؟

يتطلب الأمر منك عمل بعض البحث في الموقع، لملاحظة أي المواضيع التي لم يقم صاحب الموقع بتغطيتها بشكل كاف. ثم البدء بكتابة هذا الموضوع بتغطية استثنائية، لتصبح لديك قطعة محتوى قوية تستطيع الحديث وهي من خلفك. 

هنا يمكنك أن تضع عنوان رسالتك بمنتهى الثقة لصاحب الموقع قائلاً: هدية .. مقال حصري لموقعك عن [الكلمة المفتاحية].

في الغالب – حتى مع زحام الصندوق البريدي الخاص به – ستدفعه كلمة “هدية” إلى فتح الرسالة، وقراءة الموضوع. وفي الرسالة تثني على موقعه، وتخبره أنك متابع نشط منذ فترة، ثم تعرض عليه موضوع المقال وأهميته بالنسبة لموقعه، ثم تنتظر الرد.

في الغالب، سيرد بالموافقة. بشرط أن تكون قطعة المحتوى التي أعددتها تستحق. هذه الاستراتيجية تصلح لجلب المزيد في الواقع عن أن تكون مجرد وسيلة لكتابة تدوينة ضيف Guest Post في أحد المواقع، ولكن كذلك يمكن استخدامها في التواصل مع المؤثرين، وخاصة إذا كان لديهم موقع يهتم بنفس الصناعة. 

2. تشجيع المؤثرين للكتابة عنك

قامت كانفا بتبني استراتيجية بسيطة ومباشرة، من خلال مراسة كبار المدونين الذين يتحدثون عن التصميم بشكل عام، وعرض التطورات التي طرأت على موقع كانفا عليهم، وتشجيعهم على الحديث عنها في مقالاتهم ومنشوراتهم الاجتماعية. 

مصدر الصورة

ظهور ونمو الشبكات الاجتماعية، طورت مفهوم كلمة “مؤثر Influencer”، فأصبحت تشمل – ليس فقط أصحاب المواقع – ولكن أصحاب الحسابات الاجتماعية صاحبة الأعداد الضخمة. تغريدة وحيدة قد تجلب لك آلاف الزيارات وعشرات العملاء المحتملين. 

وفي الوطن العربي أضحت الشبكات الاجتماعية هي الأساس، وأصبح المؤثر هو أكثر الأشخاص جاذبية على شبكات مثل تويتر، إنستغرام، تيك توك. ربما نناقش استراتيجية التسويق عبر المؤثرين في مقال آخر، ولكن النموذج السابق يعتبر نموذجًا معتبرًا في التواصل مع المؤثرين وطلب مساندتهم بلباقة من خلال المحتوى الذي يقدمون على منصاتهم، سواء بطلب الحديث عن محتواك، أو السماح لك بالنشر على حساباتهم.

انطلق:

الطريقة السابقة تعتبر واحدة من الطرق الأوثق والأكثر أمانًا في بناء روابط خلفية Backlinks مرتفعة القيمة لموقعك. ليس العبرة بالعدد وإنما بالقيمة، فكلما كان الموقع الذي تنشر به مرتفع الموثوقية DA، ويهتم بعرض المحتوى الذي تعرضه في صناعتك، فقد حصلت على كلتا الحسنيين: زوار مهتمين + رابط خلفي يرفع رتبتك لدى جوجل

الخلاصة: 

تتطور استراتيجيات التسويق باستمرار. ويمكنك الآن الدمج بين عناصر شديدة القوة، مثل صفحات الهبوط الدائمة، المحتوى دائم الخضرة، تقنيات تهيئة المواقع لمحركات البحث SEO، التسويق عبر المؤثرين، في باقة واحدة، لتحصل على عملاء مستهدفين يصلون إلى موقعك بشكل طبيعي Organic من محركات البحث. 

مرة أخرى، لا يتعلق الأمر بكتابة المحتوى فحسب، وإنما بكيفية تسويق هذا المحتوى لجلب عشرات الزوار إلى موقعك، والحصول على عشرات الروابط الخلفية بشكل طبيعي، يرفع رتبتك في نتائج SERP. 

هل أعجبتك تلك الاستراتيجية؟ هل تفكر في تجربتها؟ 

ما رأيك في مناقشتها بتفاصيل أكثر عبر مكالمة صوتية، وكيف ستكون مناسبة لموقعك؟

احصل على استشارة مجانية من “نكتب لك” لتحليل نشاطك التجاري وتقديم الحلول التي يمكن تنفيذها من خلال المحتوى

(قيمة هذه الاستشارة 300$ .. تحصل عليها مجانًا)

احصل على هديتك الآن

شارك المقال

Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر

مقالات ذات صلة

إدارة المحتوى

أفضل 5 منصات إدارة محتوى عربي

عند الحديث عن إدارة محتوى موقعك الإلكتروني، فالأمر يتعلق بنوعين من المفاهيم الرئيسية التي تخطر على بال المستخدم عندما يسمع هذا المصطلح: وفي هذا المقال

أضف تعليق

One Response

  1. أسعدني جداً قراءة هذا المقال الثري والعميق والذي يدل على تمكن عالي وقدرات استثنائية
    أتابع بشغف وأستمتع بما تثرينا وتفيدنا به أستاذ عباس
    بارك الله فيك وشكراً لك
    أخوك
    أنس أبو ندا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *