أزمة السوق العربية الآن وعلاقتها بعلوم التسويق يمكن تلخيصه في كلمة واحدة: الجهل.
و”الجهل” هنا ليس مسبة بأي حال من الأحوال لمن يتصف به. ولكنه بالتأكيد يصبح مسبة كبيرة إذا أصرّ صاحبه على الاتصاف به، وتجاهل محاولة تغيير واقع الجهل، وبدء التعلم بشكل صحيح.
والجهل هنا لا يقتصر على من “لا يعرفون” ولكنه يمتد بشكل أسوأ إلى “من يجادلون بما لا يعرفون”.
حسنًا .. لنكتفي بهذا القدر من الإشارات والتلميحات ولندخل في صلب القصة مباشرة. قصة ذلك العميل الذي عرضنا عليه مجهوداتنا التسويقية في التسويق بالمحتوى من خلال تهيئة موقعه لمحركات البحث أو SEO وماذا كان رده.
ماذا تفعلون لأخذ كل هذه النقود؟! .. إن السيو تافه
كانت هذه هي الجملة التي قالها لنا أحد العملاء عندما ذهبنا إليه وعرضنا عليه خدماتنا. قالها عندما رأى الرقم في عرض الأسعار.
مرة أخرى يتعجب العملاء عندم نقدم لهم عرضًا يحتوي على رقم ضخم. ليس ضخمًا عليهم، فجميع عملاؤنا يمكنهم الاستثمار في خدماتنا، وهذا من صلب استهدافنا في نكتب لك. أي أنه يستطيع أن يدفع ضعف هذا الرقم وأكثر، ولكنه غير مقتنع.
وغياب الاقتناع ناتج عن المعرفة المغلوطة – أو فلنقل المنقوصة – بشأن طبيعة عمل SEO لأي موقع في أي نشاط تجاري. فالقصة القديمة عن تهيئة المواقع لمحركات البحث أو Search Engine Optimization والتي يُطلق عليها اختصارًا SEO أو سيو، تقول بأن الأمر لا يعدو عن كونه وضع بعض الروابط الخلفية Backlinks في المواقع المختلفة، ولن يلبث أن يمر أسبوع أو اثنين، ويظهر الموقع المستهدف في النتائج الأولى، وانتهت القصة عند هذا الحد.
وهذا أمر مؤسف للغاية، في الواقع. أن يتم اختصار مجهودات ضخمة للغاية في شكل سطحي مثل إضافة الروابط الخلفية فقط واعتبار أن هذا هو SEO المواقع فهذا أمر مؤلم حقيقة لنا.
الـ SEO أكبر من هذا بكثير
قصة الـ SEO لأي موقع .. (أو في رواية أخرى: ماذا نفعل لنأخذ كل هذه النقود)
بداية من هنا – وإهداءً إلى كل عميل ينظر إلى الـ SEO مثل هاته النظرة – نبدأ من الآن الحديث عن رحلة جهودنا في عالم تهيئة أي موقع لمحركات البحث.
ربما يعاتبنا زملاء المهنة أننا نكشف أدق الأسرار عما نفعل ويدور في المطبخ الخلفي، ولكننا نكشفه عن طيب خاطر لصديقنا – عميلنا – الذي اعترض على عرضنا السعري ليعلم ما نبذله من جهد في هذا الشأن.
1. تحليل البزنس مع العميل (المستهدفات)
يظن العملاء أن أول ما نفعله – كخبراء محتوى وSEO – أننا نقوم بطلب الموقع الإلكتروني لتحليله ودراسته، أو البدء في إنشاء الموقع الإلكتروني إن لم يكن هناك واحدًا. حسنًا .. هذا نسميه “فعل الهواة”. ونحن لسنا هواة لنفعل ذلك.
إن أول ما نفعله مع عملائنا هو جلسة بعيدة عن البيئة الإلكترونية بالكامل. هو جلسة دردشة مهنية عنوانها: “تحليل النشاط التجاري Business Analysis”. يجب أن نعرف ما الذي يقدمه هذا العميل، وكيف يقدمه، وما هي الفجوة التي يسدها، وما هي القيمة المختفية وراء ما يقدمه بالشكل الذي يجعله متميزًا عن الآخرين، ثم السؤال الأهم على الإطلاق بالنسبة لنا: هل عميله المحتمل يطلب هذه الخدمة أو المنتج عبر الإنترنت؟
بمعنى: عندما يريد شراء هذا المنتج، هل يقوم بعمل بحث عليه عبر جوجل؟ أم يتخذ طريقًا آخر؟ هذا السؤال هو الذي بناءً عليه نقرر ما إذا كنا سنستمر مع العميل أم لا. لماذا؟
هناك بعض الأنشطة التجارية التي تتم الصفقة فيها من خلال الاتصالات الشخصية أو التعاملات المباشرة ولا تعرف شيئًا عن الإنترنت. توريدات الفنادق على سبيل المثال، جميعها يتم من خلال المعاملات الشخصية المباشرة. غالبية أنشطة البيع بالجملة تتم كذلك عن طريق العلاقات الشخصية المباشرة أو Word of Mouth.
تحليل النشاط التجاري هو الخطوة الأولى الحقيقية التي نقوم بها مع العميل قبل الحديث عن أي شيء آخر.
2. تقييم الوضع الحالي للموقع
في هذه الخطوة قد يكون العميل لديه موقع بالفعل يطلب تهيئته لمحركات البحث سواء أكان حديث النشأة أو قديم، أو ألا يكون له موقع على الإطلاق (وهي الحالة المفضلة بالنسبة لنا).
في حالة وجود موقع قديم نبدأ بتحليله من الناحية التقنية مقارنة بمستهدفات البزنس التي عرفناها في الخطوة الأولى. ونوضح له أوجه التحسين المطلوبة حتى يصبح مستعدًا لمعركة الـ SEO (نعم هي معركة وسنوضح ذلك في الخطوات القادمة). أما إذا كان الموقع جديدًا أو تحت الإنشاء، فهي الحالة المفضلة بالنسبة لنا، إذ سنقوم بتأسيسه بشكل صحيح من البداية.
3. تحديد استراتيجية المحتوى Content Strategy
تضم استراتيجية المحتوى عدة خطوات تخطيطية وتنظيمية حتى نضمن أن ما سيُنشر من محتوى سيحقق المستهدف للبزنس. ويتضح ذلك من تحديد ما يريده الجمهور المستهدف من نوعية محتوى، وكيف يمكن صياغته بالشكل الذي يعالج مشاكله، وما هي طريقة عرض هذا المحتوى، وما هي المنصات المناسبة لعرض هذا المحتوى، إلخ.
ثم وضع جدول النشر، والتحليل، والمتابعة، والتحسين، إلخ. هذا هو ما أقوم به شخصيًا، بالمناسبة.
4. تحليل الكلمات المفتاحية Keyword Research
وهي الخطوة التي تتم بالتشاور الشفهي مع صاحب البزنس. فنعرف كيف يفكر العميل المستهدف لهذا البزنس، وما هي المصطلحات التي يكتبها في مربع بحث جوجل حتى يحصل على عملاء.
ثم بعدها نعرج على الأدوات التقنية التي تساعدنا في ذلك، وربما أبرزها هو ahrefs وغيرها من الأدوات الأخرى، التي بعد أن نستخدمها نكتسب مجموعة من الكلمات المفتاحية الصالحة للمنافسة في هذه المرحلة (نسميها تحديدًا: Long tail keywords) ثم نحصل على قدر معتبر من الزوار كبداية.
5. كتابة المحتوى ونشره
والكتابة هنا هي أهم خطوة بحكم كوننا متخصصين في صناعة المحتوى. فنحرص على كتابة محتوى لا ينافس في محركات البحث فحسب، وإنما كذلك ينافس على الصدارة لدى القراء، فيحبه كلا من محركات البحث (On-Page SEO Content)، والمستخدمين على حد سواء.
6. إعداد Lead Magnet مناسب
وهي الطريقة التي سنجتذب بها العملاء إلى قائمتنا البريدية حتى يسجلوا بها. والقائمة البريدية هنا قد تكون جروب على الواتساب يتم التسجيل فيها برقم الجوال، وقد تكون قائمة بريدية عادية يتم التسجيل فيها بالإيميل.
وغرض التسجيل هو الحصول على بيانات العميل ليصبح Lead ثم يمكن بعدها متابعة مراسلته بمحتوى تسويقي مناسب يساعده على اتخاذ قرار الشراء. قد يكون الـ Lead Magnet كتاب إلكتروني، تجربة مجانية، خصم، أو أي شيء آخر.
بالمناسبة، هذه الخطوة لا تنتمي إلى عملية الـ SEO فهي مرتبطة أكثر بالتحويل Conversion ولكني ذكرتها هنا للتأكيد على أننا لا نعمل بشكل آلي، وإنما بشكل احترافي.
7. بناء الروابط الخلفية Backlinks
والعملية هنا ليست بوضع رابط للموقع أو الصفحة في مكان ما فحسب، وإنما بناء روابط صحية لا تتسبب في عقاب الموقع لاحقًا من جوجل.
8. المتابعة
وهي الأزمة الحقيقية في التعامل مع العميل. فهو يظن أن عملية SEO هي خطوة يتم القيام بها مرة واحدة، ثم ينتهي الأمر عند هذا الحد. يا سادة .. الـ SEO عملية مستمرة مع الزمن. فالمتخصص SEO Expert يظل في عمل دائم ومنافسة مستمرة مع المنافسين في نفس المجال كمواقع وكخبراء سيو حتى يظل في صدارة المشهد لأطول فترة ممكنة. هذه هي آلية عمل خبراء السيو في العالم .. قتال مستمر للمحافظة على الصدارة.
ولكن أن يبدأ العمل على موقع لمدة 6 شهور، ثم بعد أن يرى صاحب الموقع أن الموقعه يحصل على الصدارة في العديد من الكلمات المفتاحية وأنه يحقق مبيعات جيدة، يبدأ التفكير – بمنطق عجيب للغاية – في تقليل التكاليف، فينظر حوله، ليرى – وهو مخطئ – أن خبير السيو لا يفعل شيئًا والموقع يعمل بشكل جيد بدونه، فيقرر فجأة إنهاء التعاقد معه. فما الذي يحدث بعدها؟
بالضبط .. يتراجع الموقع في نتائج البحث بعد أن كان متقدمًا. ويتعجب صاحب النشاط التجاري من هذه النتيجة وكأننا لم نحذره. السيو عملية مستمرة مع الزمن.
9. التحسين المستمر
وهي المهمة التي تلازم مختص SEO للنهاية. فهذا هو دوره. فبعد عدة أشهر يلاحظ تطور كل قطعة محتوى من خلال Google Search Console الذي يخبرنا بمناطق النقص والخلل في الموقع، فنقوم بتحسينها يدويًا حتى نحصل على أفضل نسخة من المحتوى المنشور، ليتصدر تصدرًا كاملاً في نتائج البحث، ومن ثم يجلب المزيد من الزيارات، وهذا بدوره يجلب المزيد من الاشتراكات Leads، وإمكانية تحولهم إلى عملاء، إلخ.
كيف فعلناها من قبل؟
يظن البعض أننا نتحدث بشكل نظري، وأن ما هذه إلا مجرد تصورات خيالية وليست قريبة من الحقيقة. هنا تأتي الإجابة من عند دراسات الحالة Case Study.
بهذه الاستراتيجية فقط (SEO + Content) تمكنا من مساعدة العميل السابق على تحقيق مبيعات قيمتها 1،163،644.50$ على مدار 15 شهر من العمل المتواصل بنفس الاستراتيجية.
هذا نموذج لعميل يدرك جيدًا أهمية المحتوى في التعبير عن نشاطه التجاري، ويفهم جيدًا آلية عمل الـ SEO لتطوير موقعه والوصول به إلى الصدارة المطلوبة. هذا عميل لم نبذل جهدًا كبيرًا في إقناعه، لأنه يعرف جيدًا كيف تعمل هذه الآلية.
ولذلك أسهبنا الشرح في هذا المقال حتى نوضح للعميل الذي لا يعرف كيف يعمل SEO في تطوير نشاطك التجاري، وما الذي نبذله من مجهود حتى نصل إلى نجاح كذلك الذي تراه الآن في الصورة السابقة.
إذا رغبت في الحصول على استشارة مجانية، أو التعرف على طبيعة عملنا يمكنك ملء هذا النموذج، وسنتواصل معك خلال 48 ساعة
الخلاصة:
هناك من يرى أن عملية SEO تافهة ولا تحتاج إلى بذل كل هذا الجهد، كما أنها ليست مفيدة للعملية التسويقية ككل. لذلك وضحنا في هذا المقال ماذا نفعل لكل عميل يطلب منا خدمات تسويق بالمحتوى من خلال SEO وما هي الخطوات التي نقوم بها حتى نصل به إلى هدفه. ولعل دراسة الحالة التي عرضناها في نهاية هذا المقال تكون لنا عونًا في إثبات ما نرغب في توضيحه لعميلنا المرتقب من أهمية للسيو في نشاطك التجاري، من خلال النتائج التي حققناها للعميل بالفعل وتجاوزت الـ 1,000,000$ خلال 15 شهر.