إدارة حسابات سوشل ميديا .. ما أخفاه المحترفون

على الرغم من منهجيتنا التي نعتمدها في نكتب لك لتطوير الأعمال من خلال سيو SEO والتسويق بالمحتوى، إلا أننا ندرك أهمية إدارة حسابات سوشل ميديا لأي نشاط تجاري. 

ولذلك خصصنا في نكتب قسم خاص لإدارة حسابات التواصل الاجتماعي بحرفية لإدراكنا أهمية الشكبات الاجتماعية. نحن لا نهاجم الشبكات الاجتماعية ككيان، ولكننا نعترض عليها كمفهوم مهيمن على العملية التسويقية. العملية التسويقية أكبر من مجرد إدارة حسابات سوشل ميديا وإنما هي عملية أشمل من هذه، وتعتبر السوشال ميديا أحد أدواتها. 

لنتعرف في هذا المقال على فنون إدارة حسابات سوشل ميديا لمن ليس لديه أي خبرة على الإطلاق بهذا الأمر، ويبحث عن الإحاطة التي تنفي الجهل، وفي نفس الوقت يتعرف على حيل المحترفين في إدارة حسابات التواصل الاجتماعي الخاصة بهم. 

لنبدأ… 

ما هي إدارة حسابات سوشل ميديا كمفهوم؟ 

يشير مفهوم إدارة حسابات التواصل الاجتماعي إلى العملية الشمولية المتعلقة بإدارة المحتوى المنشور على الشبكات الاجتماعية لأغراض تسويقية. فتعني عملية إدارة السوشيال ميديا بفنون كتابة المحتوى الإبداعي، ونشره، ومتابعه نتائج التفاعل معه، والتعرف على طرق التأثير المختلفة على الجمهور وتطبيقها لجعل الجمهور أكثر تفاعلاً مع المحتوى المنشور. 

ثم التفاعل مع الجمهور، والرد على الأسئلة والاستفسارات والتعليقات الخاصة بالمتابعين، بما يليق بالعلامة التجارية ويساعد على كبر حجمها وانتشارها بين الجمهور المستهدف. 

هذه هي إدارة حسابات سوشل ميديا كمفهوم. 

لماذا تعتبر إدارة حسابات سوشل ميديا لأي بزنس عملية مهمة؟

في السنوات العشر الأخيرة، تحولت السوشال ميديا إلى نمط حياة. خرجت من نطاق مفهوم شيء يستحق التجربة إلى مفهوم Lifestyle. 

حسب أحدث الإحصاءات لموقع Statista المتخصص في الدراسات الإحصائية، وحسب الإحصائية الخاصة بعام 2024 يقضي المستخدم يوميًا على الشبكات الاجتماعية 143 دقيقة كمتوسط عالمي (ساعتان و23 دقيقة). وبالطبع هذا متوسط عام. أي أنه يوجد مستخدم يقضي نحو 5 ساعات يوميًا على الشبكات الاجتماعية، ومستخدم آخر يقضي ساعة واحدة فقط أو أقل. 

هذا سوق كبير في عُرف التُجار Marketplace لا يجب أبدًا تجاهله. بل هذا متوافق تمامًا مع ما اعتاده الفكر التجاري منذ القدم. فأينما تواجد الجمهور نشط التجار بالسلع والخدمات. والسوشال ميديا هي التطور الطبيعي لمفهوم الزحام والأسواق في عالم اليوم. فلا يُعقل أن يتجاهل صاحب نشاط تجاري هكذا فرصة لإدارة وتنشيط أعماله، وتنمية وزيادة إيرادات ونجاح نشاطه التجاري. 

وبجانب المكاسب المادية – مثل إتمام الصفقات سواء على السوشال ميديا أو عبر الموقع الإلكتروني – هناك مكاسب معنوية أخرى، ربما تكون أهم. مثل محاولة فهم الجمهور، تحليل المنافسة، وإجراء الاستقصاءات Surveys. مثل زيادة الوعي بالعلامة التجارية Brand Awareness. وغيرها من الأمور المهمة لأي نشاط تجاري. وغيرها. 

كيفية إدارة حسابات سوشل ميديا بشكل احترافي .. إليك وصفتنا في نكتب لك

لا يوجد سبب منطقي لإخفاء العلم. فالعبرة هنا ليست بالعلم في ذاته، وإنما في التطبيق. فليس كل من يعلم يكون لديه الحماسة للتطبيق، أو على الأقل التطبيق بدقة حتى يحقق النتائج المرجوة. 

ونحن من واقع خبرتنا بإدارة حسابات التواصل الاجتماعي الخاصة بعملائنا، نقدم هنا خلاصة خبراتنا التي تنبئنا عن أفضل الوصفات لإدارة حسابات السوشال ميديا. إذا طبقت المنهجية التالية في إدارة حساباتك الاجتماعية، فلن تحقق فقط نتائج مبهرة، ولكنك كذلك ستخفف الضغط الواقع عليك بشأن إدارة حسابات سوشل ميديا للأبد. 

1. الجمهور أولاً

على الرغم من أننا ذكرنا سابقًا زوج من المنهجيات في إنشاء استراتيجية تسويقية متينة تعتمد إحداهما على تقديم المنتج على الجمهور في الدراسة والثانية العكس، إلا أننا في هذه المرة نضع كل تركيزنا على الجمهور. فهو القائد هذه المرة بجدارة. لماذا؟

لأن غالبية الجمهور الذي يدخل على الشبكات الاجتماعية لا يدخل بحثًا عن منتجات أو خدمات. غالبًا ما يحدث هذا. ونادرًا ما يحدث العكس. فالمستخدم يدخل على الشبكات الاجتماعية – في الأساس – ليتسلى. ليبحث عن أصدقائه. لينظر أي المحتوى أكثر جاذبية ليشاهده. هذا هو الغرض الرئيسي لولوج الشبكات الاجتماعية لأي مستخدم. 

ولعل لهذا السبب – ولعدة أسباب أخرى في الواقع – نؤكد باستمرار على ضرورة أن يكون النشاط التجاري على موقع إلكتروني، وليس شبكة اجتماعية. فزوار الموقع الإلكتروني يأتون برغبتهم بحثًا عنك (بحثًا عن المحتوى الذي تقدم والذي يحل لديهم مشاكلهم)، بينما زوار الشبكات الاجتماعية يدخلون إليها للتسلية وليس بحثًا عنك تحديدًا، وإنما أنت الذي تعرض عليهم ما تقدم. 

بشكل عام، اعرف جمهورك جيدًا، واعرف أين يتواجد على الشبكات الاجتماعية بالتحديد. رسخ في ذهنك المفهوم التالي……. 

2. لن تعمل على جميع الشبكات في آن واحد

كلمة سوشال ميديا هي كلمة عامة للغاية. لا تعرف من خلفها أي مكان نقصد. فيسرح خيالك إلى عدة خيارات مشهورة في هذا العالم المزدحم: تويتر، فيسبوك، إنستغرام، تيك توك، سناب تشات، إلخ. 

ويظن من يرغب في إنشاء استراتيجية تسويق عبر الشبكات الاجتماعية أنه في حاجة إلى النشاط على جميع قنوات التواصل الاجتماعي. وهذا خطأ شائع. ربما تكون في حاجة إلى التواجد على جميع الشبكات الاجتماعية، ولكنك فعليًا لن تنشط إلا على عدد محدود جدًا منها. بل ربما شبكة واحدة فقط هي التي ستكون منصتك الاجتماعية الأساسية والنشطة، وستتجاهل ما عداها. 

يرجع الأمر إلى النقطة الأولى: اعرف جمهورك أولاً. إذا عرفت جمهورك جيدًا ستعلم أين يتواجد. فإذا كنت تروج للملابس أو المكياج أو الإكسسورات أو أي شيء يتعلق بنمط الحياة Lifestyle فإن المنصة المستهدفة هي قطعًا إنستغرام. وإذا كنت تروج ملف اجتماعي لشخص مؤثر، فإن تويتر وفيسبوك وسناب تشات هي المنصة المناسبة. أما إذا كنت تروج لخدمات شركتك التقنية، فإن لنكدإن هي التي ستظهر في المقدمة، وما عداها سيتم وضعه في الخلفية الضبابية. 

هذه قاعدة أصيلة في إدارة حسابات سوشل ميديا: 

لست في حاجة للعمل على جميع الشبكات، ولكنك في حاجة إلى ملء جميع الحسابات

أي أنشئ حساب على كل الشبكات، ولكن التزم حساب واحد فقط اعمل عليه بكل نشاط. 

3. خَطِّطّ للمحتوى

الحديث عن محتوى الشبكات الاجتماعية دائمًا حديث ذو شجون. فصاحب النشاط التجاري يركز فقط على عملية البيع. وينعكس هذا كثيرًا على المحتوى الذي يقدمه. فنجده يحرص على ترويج منتجاته وخدماته بغض النظر ما إذا كان المستخدم مهتمًا بها أم لا. ثم يأتينا ليشتكي قلة التفاعل! … أيُعقل هذا؟!

من الطبيعي أن يتجاهل المستخدم منشوراتك، لأنه غير مهتم بها. أنت فقط من تهتم بهذه المنشورات لأنك ترى فائدتها لك. بينما المستخدم يهمه نوع آخر من المحتوى. وهو ما يجب أن تبحث عنه بنفسك.

فلا تنس أن مستخدم الشبكات الاجتماعية لن يأتي إليك إلا طلبًا للمزيد من التسلية والمعلومات الطريفة، وليس لعرض خدماتك أو منتجاتك عليه. 

لذلك إذا أردت استراتيجية جذابة وفعالة لكتابة المحتوى على السوشال ميديا حاول تطبيق بعض أو كل من هذه النصائح: 

• استخدم نغمة Tone of Voice: يناسب الفئة العمرية المستهدفة
• عبّر بالقصة Storytelling: القصة أسهل في الوصول إلى ذهن وقلب المستخدم
• استخدم لغة عاطفية صادقة: وواقعية بدون إفراط ولا تفريط
• رافق المحتوى بالصور المعبرة دائمًا: لا محتوى بدون صورة على السوشال ميديا
• استعن بالمؤثرين: الذين لهم علاقة بمجالك وما تقدم
• ابتعد عن اللغة العدوانية: بكل أشكالها (غضب – استعلاء – حكم – تصحيح – هجوم – إلخ) واجعل دائمًا لغتك حيادية منصفة، إلا في القضايا الظاهرة بشكل قطعي (مثل حرب غزة على سبيل المثال)
• لا تنشر بشكل كثيف: ولكن اجعل قطعة المحتوى نفسها كثيفة (بمعنى أن يخرج منها المستخدم بفائدة حقيقية)
• انشر المحتوى الذي تستشر فيه جمهورك واقبل بمشورتهم
• انشر المحتوى الذي يقدم إضافة إلى المستخدم

4. تفاعل مع الجمهور

يشعر المستخدم بأهميته كثيرًا عندما ترد عليه. يراه كنوع من التقدير لذاته. لذلك لا تترك أي صورة من صور التفاعل مع الجمهور إلا وتؤديها بحرفية. 

أفضل وسيلة لفعل ذلك هو تجاهل التلقائية وتبني الاستراتيجية. تتسم التلقائية بالعشوائية والاجتهاد الشخصي من مسئول الشبكات الاجتماعية. ولكن تبني الاستراتيجي يعني أن تصنع مخطط للرد على العملاء Script. حتى في لحظات الغضب، يجب أن يكون هناك مخطط واضح للرد على العملاء أشبه بالردود المسجلة. 

إذا فعلت ما هو غير ذلك، ستقع في فخ العشوائية في الرد على العملاء. وهي فخ الأخطاء الأكبر في عالم إدارة حسابات سوشل ميديا عامة. 

مع الجمهور على السوشال ميديا، لا تتحرك إلا بــ Script

كذلك يتطلب فن الرد على المتابعين الالتزام بمستوى من الود وصوت البراند Brand Voice حتى يصنع التفاعل الذي يدوم. 

5. التحليل .. ثم التحليل .. ثم التحليل

لا تترك أمواج السوشال ميديا هي التي تقودك، فترسو أينما ترسو بك. اصنع أنت مسارك بنفسك عن طريق مراقبة الإحصاءات والنتائج والتفاعلات وما هو المحتوى الأكثر شعبية والأكثر تفاعلاً. قراءة الأرقام دائمًا هي التي ترينا ما لا نستطيع رؤيته في العادة. قراءة الأرقام دائمًا هي أصدق لغة لمعرفة ما يفكر فيه الجمهور. 

يساعدك التحليل على معرفة المحتوى الذي يحبه جمهورك، وتحديد الاستراتيجية في المرحلة القادمة أو تحديثها لاحقًا. كذلك في حالة إطلاق حملة دعائية ممولة، سيفيدك تحليل الأرقام كثيرًا في معرفة نتائج تلك الحملة، وما يريده الجمهور حقًا. 

لاحظ:

يفيدك تحليل الأرقام في معرفة ما يريده الجمهور بدقة شديدة

ما الذي يميز نكتب لك في إدارة ملف السوشال ميديا خاصتك

على خلاف ما هو متوقع منا في هذه اللحظة، فإن تخصصنا الأساسي هو تسويق العلامات التجارية بالمحتوى عبر محركات البحث Content Marketing by SEO. وبحكم إحاطتنا بفروع التسويق الإلكتروني المختلفة، ندرك جيدًا قوة الشبكات الاجتماعية في تطوير نشاطك التجاري. 

لذلك حرصنا في نكتب لك على الإلمام بجميع جوانب استخدام الشبكات الاجتماعية في تسويق نشاطك التجاري، وتحقيق مبيعات من خلال صفحتك الخاصة على السوشال ميديا، حتى ولو كان عدد المتابعين قليلاً. 

الخلاصة:

لا تقتصر عملية إدارة حسابات سوشل ميديا على إنشاء صفحة على الشبكة الاجتماعية المقصودة، ونشر بعض المنشورات، وانتهت القصة عند هذا الحد. بل هي جزء من العملية التسويقية ككل، وبالأخص في الجزء المتعلق بوعي الجمهور بالعلامة التجارية. يحتاج هذا الجزء منك إلى التخطيط له بدقة بالغة حتى لا يحدث ما لا تُحمد عقباه، وتتأثر العلامة التجارية على السوشال ميديا سلبيًا، بالتالي نشاطك التجاري.