هل يصلح التسويق بالمحتوى والـ SEO لقطاع الـ FinTech؟ (دراسة حالة)

التسويق لشركات التقنية المالية

من أكثر القطاعات استنزافًا للمال في الحملات الإعلانية، بخاصة الـ PPC منها، هو قطاع الـ FinTech. ونحن في هذه المقالة سنسلط الضوء على دراسة حالة طازجة وحديثة عن عميل من عملائنا. لأسباب قانونية لا نستطيع أن نفصح عن اسمه، لكن يمكن أن نسميه: العاكفة. 

تعد العاكفة شركة SaaS متخصصة في تقديم التمويل للمنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة العربية السعودية لمساعدتها في النمو والتطور، عبر حلول مالية مرنة للغاية ومتوافقة مع ضوابط الشريعة الإسلامية.

كانت العاكفة تنفق مئات الألوف من الريالات شهريًّا لاستهداف كلمات مفتاحية محددة على برنامج Google Adowrds، دع عنك أنها كانت تستهدف كلمات مفتاحية في غاية الصعوبة، ثم إن موقعها الإلكتروني كان ضعيفًا للغاية من ناحية الـ SEO، ومليئًا بالمشاكل التقنية القاتلة، ومبنيًّا على نظام معقد. فعليًّا لم تكن هذه المهمة سهلة على فريق نكتب لك. 

بعد 7 أشهر من العمل مع نكتب لك، بلغوا أعلى قمم نتائج البحث في جوجل على معظم الكلمات المفتاحية البيعية التي كانوا ينفقون عليها مئات الألوف من الريالات شهريًّا. تمثل ذلك في زيادة العملاء المحتملين والزيارات القادمة من Google بنسبة 40٪.

ليس هذا فقط بل تضاعفت مبيعاتهم بفضل جهود التسويق بالمحتوى والـ SEO التي قمنا بها.

كأني أراك تتساءل: كيف سيكون للتسويق بالمحتوى والـ SEO جدوائية وأنتم شركة في قطاع الـ FinTech، وظروف العاكفة غير مناسبة لكم؟ 

أعود فأقول: نحن في نكتب لك لا نستخدم قالبًا نمطيًّا عامًّا، بل نعامل كل حالة وفق ظروفها، وحالة العاكفة قد تختلف عن حالتك، لكن الأكيد هو أن قطاع الـ FinTech يحتاج بقوة إلى التسويق بالمحتوى والـ SEO. 

لئلا أسهب في الشرح، سأختصر لك إستراتيجية التسويق بالمحتوى المرتكزة على محركات البحث التي طبقناها على العاكفة في ثلاث خطوات عملية…

الخطوة 1: إصلاح المشاكل التقنية للموقع الإلكتروني 

يجزم عموم مديري التسويق والمديرون التنفيذيون أن عملية الـ SEO لا تعدو كونها البحث عن كلمات مفتاحية، تترجَم إلى مواضيع للكتابة عنها، ثم بناء روابط خلفية، وهكذا ستوفق الجهود، وسينجح المسوقون في تحقيق هدفهم التسويقي المنشود. النظرة السابقة هي أقرب ما تكون إلى رأس الجبل الجليدي الذي يخفي تحت الثلج نظيرًا له في غاية الضخامة. 

ما بعد بناء الكلمات المفتاحية

نحن نؤمن في نكتب لك إيمانًا راسخًا بأن الحجر الأساسي لأي إستراتيجية تسويق بالمحتوى ترتكز على محركات البحث SEO هو البنية التقنية الصحيحة والسليمة، وهذه البنية تختلف من موقع إلى آخر، لاختلاف حجم المواقع نفسها ونظام إدارة المحتوى المستخدم، وأمور أخرى. الوضع التقني للعاكفة كان سيئًا، سيئا للغاية، وحتى لا تتحول هذه المقالة إلى نقاش تقني، سأُجمل هنا أهم أربعة أخطاء تقنية كانت تضر موقع العاكفة الإلكتروني:

تسيير ميزانية الزحف Crawl Budget Management

قبل أن أشرع في الشرح، من الأهمية بمكان أن نفهم معنى الزحف والأرشفة في علم الـ SEO. 

الزحف: يشير الزحف في الـSEO إلى قدرة عناكب البحث (وهي عبارة عن روبوتات) على قراءة صفحات موقعك الإلكتروني والسير في الروابط الداخلية، كالتي تشير من صفحة إلى أخرى أو من مقالة إلى الصفحة الرئيسية، وهكذا دواليك.

الأرشفة: بينما الأرشفة تعني أنك تسمح لمحرك البحث أن يُظهر جميع صفحات موقعك الإلكتروني في نتائج بحثه.

عودة إلى تسيير ميزانية الزحف، تعطي Google لكل موقع إلكتروني على الإنترنت سعة معينة، تتمثل هذه السعة في مساحة تزحف فيها عناكب Google في صفحات هذا الموقع. لكن المشكلة التي كانت تعاني منها العاكفة هي أنها بسبب عدم تسييرها لميزانية الزحف لم تتمكن العناكب من قراءة صفحات الموقع أو تتبع روابطه الداخلية، كما أنها عانت من خطر حقيقي وهو تكرار المحتوى، وسَل أي متخصص SEO عن حجم الضرر الذي يخلفه ذلك بأي موقع إلكتروني. 

عموما، يتم تحديد ميزانية الزحف لأي موقع إلكتروني وفق الشرطين التاليين:

  1. حد قدرة الزحف: وهو حجم الطلبات التي ترسلها عناكب البحث إلى خادم Server الموقع الإلكتروني سعيًا إلى أرشفة صفحاته، ودورها هو تقليل هذه الطلبات لكي لا تعوق عمل الخادم، لأن كثرة الطلبات عليه قد توقفه. 
  2. طلب الزحف: تحسب عناكب البحث الخاصة بجوجل الوقت الذي تحتاج إليه للزحف داخل صفحات موقعك الإلكتروني. 


وكما هو الحال مع تسيير أي ميزانية، فإننا نريد أن نستغلها خير استغلال لجعل عناكب البحث تصل فقط إلى الصفحات المهمة. والترجمة العملية لعملية التسيير هذه تكمن في إصلاح Index Bloat، بأن لا نسمح لعناكب البحث أن تزحف في صفحات غير مهمة أو لا تقدم قيمة حقيقية للزائر أو تكون ذات محتوى سيئ. 

وكانت العاكفة تعاني من ضعف حقيقي في تسيير ميزانية الزخف خاصتها، تَمثل في التالي:

  • حل معضلة http/https التي تسبب تكرارًا للمحتوى: كان الموقع يمتلك نسخة من HTTP مؤرشفة، ثم صارت نسخته الحديثة ذات شهادة الحماية HTTPs مؤرشفة أيضًا مما سبب مشكلة تكرار المحتوى، أي تعرض الموقع للمعاقبة من Google من جهة واستنزاف ميزانية الزحف من جهة أخرى. 
  • إصلاح مشكلة www/non-www الأزلية: في الغالب فإن أي موقع إلكتروني إما أن يكون على هذا الشكل www.site.com وإما يكون على هذا الشكل site.com، لكن وضع www أو تركها سيسبب أرشفة لنفس الموقع على مرتين، مما يعني استنزافًا حقيقيًّا لميزانية الزحف، وهذه مشكلة عانت منها العاكفة. 

إصلاح مشكلة إعادة توجيه 301

هذا التوجيه يقول لعناكب البحث إن صفحة محددة أو موقع بالكامل جرى نقله إلى نطاق (دومين جديد) وهو مهم للغاية لأنه يعزز من موقع الصفحة الجديدة/الموقع الجديد بحيث لا يفقد قوته ولا حتى نتائجه التي حققها. كانت العاكفة تحوي العديد من توجيهات 301 التي طُبِّقت بطريقة خاطئة تماما، مما أَفقدها نتائجها بسبب خطأ قاتل لم يدركه فريق البرمجة في الشركة، لكننا عملنا على تصحيحه وعادت المياه لمجاريها، لله الحمد.

إصلاح أداء الـ JavaScript 

الجافا سكربت هي لغة برمجة قديمة قِدم الإنترنت نفسه، ومعروفة للغاية، لكنها ذات علاقة وطيدة بجزئية الـ Technical SEO. وتتمثل هذه الصلة في جعل المواقع التي تستخدمها صديقة لعناكب البحث حتى يسهل الزحف في صفحتها وأرشفتها. لن أتعمق في هذه الجزئية حتى لا تمل، لكن تكمن أهميتها في أنه إن لم يجرِ تطبيقها تطبيقًا سليمًا على الموقع الإلكتروني، فإنها ستعطل عملية زحف عناكب البحث داخل صفحاته مما يعني صعوبة أرشفتها، وبالتالي مهما بنيت من روابط خلفية فلن تحقق أي نتيجة. وعانت العاكفة كثيرًا من هذه المعضلة بسبب تعقيد برمجيات موقعها الإلكتروني، مما أدى إلى صعوبة أو فلتقل استحالة زحف عناكب البحث وعدم أرشفة الصفحات الجديدة كالمقالات المنشورة حديثا، وتمكنا بعد اجتماعات عديدة مع فريقهم البرمجي من حلها. 

وفعليًّا انعكس أثر جهود الـ Technical SEO السابقة انعكاسًا قوي الأثر على ترتيب الموقع في محركات البحث.

الخطوة 2: بناء خطة محتوى قوية وفعالة

ركزنا في خطة المحتوى الخاصة بالعاكفة على تطبيق منهجية السلطة الموضوعية Topical Authority، والمقصود بها هو أن توضح لجوجل أنك المرجع الأول في مجال صنعتك، وبما أن العاكفة شركة تمويلية فقد كانت جل المواضيع تدور حول هذا المجال لكن بما يتماشى مع مشاكل ونقاط ألم الجمهور المستهدف. 

فعملنا على العثور على جملة من الكلمات المفتاحية ذات النية البيعية لكي نحقق إيرادات مباشرة من جهود التسويق بالمحتوى والـ SEO. وتمثلت المهمة الكبرى في عنصرين:

  1. تحديد الكلمة المفتاحية المناسبة.
  2. تحديد زاوية فريدة لكل مقالة سيجري كتابتها، فمن غير المنطقي أن تكتب المألوف بأسلوب غير مألوف وتتوقع نتائج مختلفة، وإنما يجب أن تكتب محتوى تنافسيًّا متجددًا. 

ثم رتبنا المواضيع في تقويم المحتوى ليجري إنتاجها في المواعيد المحددة لها.

وكانت النتيجة ارتفاع ملحوظ في عدد العملاء المحتملين المهتمين بالحصول على تمويل من العاكفة.

الخطوة 3: تفعيل إستراتيجية روابط داخلية محكمة

على النقيض تمامًا من الروابط الخارجية فإن الروابط الداخلية هي روابط مظللة في مقالة/صفحة على موقعك الإلكتروني تُشير إلى أختها الأخرى على موقعك، إليك مثال:

للروابط الخلفية العديد من الفوائد تتمثل في الآتي:

  1. المساعدة في أرشفة المقالات الحديثة، وكما ناقشنا سالفًا لقد عانت العاكفة من مشاكل حادة في زحف عناكب البحث بغرض أرشفة صفحات الموقع الإلكتروني المهمة.
  2. تمرير “القوة” والمقصود بالقوة ها هنا أن تمد مقالة جديدة بدفعة لتصدر نتائج البحث. 
  3. كما أن جوجل نفسها صرحت أن كثرة الروابط الداخلية لصفحة معينة يعني أهميتها، مما يجعل عناكب البحث تزحف إليها لجعلها تتصدر نتائج البحث.

والإستراتيجية التي طبقناها للعاكفة من خلال الروابط الداخلية هي بمد صفحات المنتجات الأساسية بقوة لكي تتصدر نتائج البحث، لأنه من غير المعقول أن يشير موقع ما إلى صفحة بيعية، وإنما تشير المواقع إلى المقالات التثقيفية أو التقارير التي تقدم قيمة، فعملنا على استغلال قوة بعض صفحات المقالات لدفع صفحات المنتجات لتصدر نتائج البحث من أجل تحقيق المبيعات. 

تلكم هي الخطوات الثلاث التي شكلت أساس إستراتيجية التسويق بالمحتوى والـ SEO للعاكفة. 

أترغب في تحقيق نتائج مشابهة؟ 

إذا كانت تنطبق عليك الشروط التالية فإننا نستطيع مساعدتك في تحقيق النتائج المناسبة لظروف شركتك المالية، وهي:

  • لديك قنوات تسويقية فعالة تساعدك في تحقيق إيرادات شهرية، أي أنك لست شركة ناشئة في مرحلة البَذرة.
  • تستطيع تخصيص ميزانية جيدة للمحتوى والـ SEO تفوق 3000$ شهريًّا. 
  • لديك موقع إلكتروني بتصميم جذاب ومتوافق مع معايير الجودة لتقديم أفضل تجربة تصفح للزوار الجدد.

إذا كانت الشروط السابقة تنطبق عليك، فكل ما عليك هو التواصل معنا من خلال الصفحة التالية وسوف نرتب اجتماعًا معك لمناقشة سبل التعاون الممكنة.

شارك المقال

Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر

مقالات ذات صلة

أضف تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.